شوفو شو هي الصداقه بالنسبه للعالم ان كانت مصلحه او كانت مجرد عاطفه بين شخصين

وهل نحن نصادق الناس من أجل لا شيء... إن المصلحة لا تنفي الصداقة ومن هو الصديق... هو من يصدق وده ومشاعره، ويختبر هذا الصدق في المواقف، وقد تكون هذه المواقف مصلحة لي اليوم وتكون غدا مصلحة له فأصدق معه فأكون صديقه.



إن تصور أن هناك صداقة مجردة من كل غرض إلا كونها عاطفة بين شخصين هو أمر خيالي؛ لأن البداية قد تكون مصلحة تتوطد معها العلاقة، ويرى كل طرف في الآخر ما يعجبه ويراه مسوغا لاستمرار العلاقة وتقويتها، ويصبح الطرفان صديقين، فهل لا بد أن تنتفي بينهما المصلحة حتى يصبحا صديقين خالصين؟
وقد تبدأ زمالة دراسة أو عمل بدون مصلحة ثم يرى كل طرف ما يعجبه من خصال، أو تعود كل طرف على الآخر بحكم التجارة أو التلاقي اليومي ويصبحا صديقين ثم تنشأ بينهما مصلحة أو عمل مشترك أو يحتاج أحدهما خدمة من الآخر ستكون مصلحة لأحدهما أو كلاهما، فهل يغلقا ملف الصداقة من أجل أن أصبحت بينهما مصلحة؟



لكنه مثل كثير من التعبيرات الشائعة التي لا تمحص، ولا يبحث وراءها شاع تعبير أن هذا يبحث عن مصلحة أو هذا ليس بصديق لأنه يبحث عن مصلحته، ولا ندري من هو ذلك الشخص الذي لا يبحث عن مصلحته في كل ما يؤديه، إننا حتى ونحن نعبد الله عز وجل فإننا عندما نخلص في عبادتنا له ولا نرجو إلا وجهه، فإن مصلحتنا في الفوز بالجنة والنجاة من النار، وأن يحبنا الله عز وجل ونشعر أن لنا إلها عظيما نعيش في كنفه ورحمته، هل نعتبر ذلك بحث عن المصلحة لا يصح أن نفعله؟



وفرق بين من يبحث عن مصلحته ومصلحة الآخرين معه، ويكون ذلك في إطارات أخلاقية وشرعية تمثل الصداقة أحدها، وبين من يريد أن يستغل الناس للحصول على ما يريد ويصعد فوق جثثهم ولا يهتم بمصالحهم أو ضررهم، إنه المطفف الذي وعده الله بالويل فقال: "ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"، إنهم الذين يحصلون على حقوقهم وينقصونها إذا طلبت منهم، هذا هو المذموم والمكروه.


وهناك الحب في الله، وهو أن يجمع بين الناس حب الله فيجمعهم فعل الخير وخصاله، ويكون هذا هو أصل العلاقة بينهم، يتزاورون في الله ويتعارفون فيه ويتعاونون على البر والتقوى، ولكنهم في ذلك أيضا قد يحققون مصلحتهم في الفوز برضا الله، ومصلحة المجتمع في نشر روح الخير فيه، وقد تلتقي مصالحهم فيمتزج خيرا الدنيا والآخرة معا.



وفي الحج ركن الإسلام الأعظم يشهد الناس منافع لهم بالتقاء المسلمين من مختلف الأقطار والأمصار يبتغون وجه الله، ولكن لا مانع من أن يدرسوا أحوالهم ويحكوا مشكلاتهم ويحققوا مصالحهم.
هل طفنا بك بعيدا عن سؤالك، في الحقيقة لا؛ لأننا نريد أن نقول لك ابحثي عن صداقات تصلحك وتحقق مصلحتك في الدنيا والآخرة وهذا لا يعيبك، ولكن لا تنفي مصالح الآخرين وتستبعديها. حققي الود والمحبة بطريقة ومواقف عملية، فهذا هو اختبار الصداقة، ومصلحة اليوم عندك ستكون غدا عندي، ولا يصيبك الإحباط؛ ففهمك للمسألة هو سبب إحباطك وليس حقيقة الصداقة.

الايام هاي الواحد ما بيعرف الصديق الحقيقي من الصديق المصلحجي
بس الا ما يكون في اثر للصداقه وايامها في قلوب الناس